تقرير امريكي صريح  يؤكد تأثير المقاطعة الشعبية العربية للمنتجات الامريكية  

كشف تقرير امريكي صدر في واشنطن النقاب عن ان بيع البضائع والخدمات الامريكية في العديد من القطاعات التجاريةفي العالم العربي"انخفض كنتيجة مباشرة للانتفاضة.

وقال التقريران هذا التوجه ازداد زخماً الاسبوع الماضي"محذراً من امكانية استمراره وربما تفاقمه.

واضاف التقرير الذي اصدره المجلس القومي حول العلاقات الامريكية العربية مؤخراً انه بالرغم من الجهود التي بذلتها الولايات المتحدة في التقليل من شأن الآثار الناجمة عن الدعوة الى مقاطعة شعبية عربية رسمية للمنتجات الامريكية تضامناً مع الانتفاضة الفلسطينية الا ان الدلائل تشير الى ان المقاطعة لهاتأثير.

وكشف التقرير ايضاً النقاب عن ان البيانات التي اشارت الى ان القرارات الفردية بعدم شراء البضائع والخدمات الامريكية من شأنها ان تضر فقط او بصورة رئيسية بمواطنيهم العرب اصحاب الامتيازات التجارية قد جرى تحديها في المنطقة. وقال ان العديد من ممثلي رجال الاعمال العرب والامريكيين نظر الى هذه البيانات على انها مخطئة ومضللة صيغت بطريقة لتقليل آثار المقاطعة واضاف التقرير ان «البيانات اغفلت حقيقة ان معظم هذه الامتيازات تمت بالشراكة مع المستثمرين لامريكيين».

وكتب التقرير الدكتور جون ديوك انطوني رئيس المجلس القومي حول العلاقات الامريكية العربية وامين سر لجنة التعاون المؤسسي بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي في واشنطن. واستند انطوني الذي زار منطقة الخليج العربي والدول العربية في شمال افريقيا مراراً منذ اندلاع الانتفاضة في تقريره على الملاحظات والمباحثات التي اجراها مع كبار رجال الاعمال الامريكيين والعرب في المنطقة.

وقال انطوني ان السياسة الامريكية تغفل الضرر الذي يحصل لصورة البضائع الامريكية في عيون المستهلكين مضيفاً انهم «يفشلون في الاخذ بعين الاعتبار الاثر بعيد المدى الذي سيحدثه ذلك على الاطفال الذين سيشترون بضائع في المستقبل"ولكنهم تعلموا في المدارس ان الاقبال على البضائع الامريكية امرخاطئ».

وجادل بأن مستقبل «العديد من المصالح الامريكية يبدو غير مشجع ومن بين المصالح الاستراتيجية والاقتصادية والسياسية والتجارية وغيرها من المصالح والترتيبات التي يمكن ان تتأثر تلك التي تتعلق بالاستقرار والدفاع والتجارة والاستثمار والتعاون التقني وعقد الامتيازات التجارية». واضاف ان المراقبين والمحللين في المنطقة ليسوا غير متنبهين الى ما يمكن ان يحدث في حالة اتخاذ الولايات المتحدة خطوة خاطئة حيال موضوع نقل سفارتها الى القدس في الفترة القادمة. ويعتقد هؤلاء ان ذلك يمكن ان يكون مساوياً او اكبر من الضرر الذي حصل نتيجة المطالبة بمقاطعة البضائع الامريكية تأييداً للانتفاضة الفلسطينية».

والمح انطوني الى الدليل على التأثير الناجم عن مقاطعة المنتجات الامريكية والذي استقاه من محادثاته الاخيرة مع ممثلين عن المؤسسات الامريكية الكبرى التي لها وكالات وامتيازات وموزعون في المنطقة.

وقال ان مبيعات احدى سلسلة مطاعم الوجبات الامريكية قد انخفضت بنسبة 40% منذ بداية المقاطعة كما ان سلسلة اخرى من مطاعم الوجبات السريعة علقت لافتات كتب عليها «100% محلي» «أي ليست مملوكة للامريكيين».

وقال مدير في مطاعم اخرى للوجبات السريعة:«العمل لدينا بلغ من الركود كثيراً» ويعود السبب في ذلك الى ان «الاجانب توقفوا عن المجيء الى هنا. فهم بعد ان ينتهوا من العمل اما انهم يبقوا في المنازل او يذهبوا الى مؤسسات غير امريكية».

وقال ايضاً ان وكالة سيارات امريكية بارزة اعلنت مؤخراً عن خصم كبير في الاسعار املاً منها في اجتذاب الزبائن. واضاف ان المراقبين المحليين يعتقدون بأن هذا مؤشر على ان ارباح المؤسسة قد تناقصت وهذه هي الطريقة لمحاولة رفع المبيعات في اكبر سوق اجنبية للسيارات الامريكية.

ويعزو انطوني سبب المقاطعةالى الدعوات التي اطلقها العلماء في الخليج والذين حثوا الناس على مقاطعة مئات المنتجات الامريكية التي تتراوح بين شطائر ماكدونالدز والكوكاكولا الى كالفين كلاين والجيتر وذلك تضامناً مع الانتفاضة الفلسطينية. وقد استشهد بتقارير صحفية عن لائحة تحمل اسماء المئات من المنتجات الامريكية التي يجب مقاطعتها تم توزيعها على المدارس ومراكز التسويق والمؤسسات الاخرى في جميع انحاء الخليج وخاصة في قطر والامارات العربية المتحدة وقد اشتملت القائمة المؤلفة من ثلاث صفحات على السيارات ووسائل العناية الصحية والملابس وادوات التجميل والاغذية والمطاعم واجهزة الحاسوب والادوات الكهربائية الامريكية.

واشار انطوني الوسيلتين رئيسيتين ادتا الى تعزيز الدعوة الى المقاطعة وهما:الخطب الدينية الاسبوعية في المساجد والمحاضرات اليومية.و في كلتا الحالين تهدف الرسالة الى انه«كيف للمرء ان يشتري اي شيء امريكي في الوقت الذي لا تفعل فيه الولايات المتحدة شيئاً لايقاف الظلم في فلسطين». وقال انطوني ان الدعوة غير الرسمية لمقاطعة البضائع الامريكية والخدمات تزداد قوة بوساطة الكلمات او المكالمات الخلوية واضاف ان الانخفاض الحاد في ارتياد المطاعم الامريكية سريعة الوجبات لم يسبق له مثيل.

وقال ان العديد من المعلقين في الكويت لاحظوا ان فئة كبيرة في البرلمان اخذت منذ بعض الوقت بالتحول نحو الوطنية وفيما يتعلق بهذا الخصوص فان عدداً كبيراً من اعضاء المجلس يعارضون بشدة السماح لشركات الطاقة الغربية بالاستثمار في حقول في شمالي البلاد.

واوضح بأن «اية محاولة للوصول الى تقويم للضرر المادي الذي ادت اليه هذه الاحداث يجب ان لا ينحصر في الماديات والتجارة فقط بل يجب ان تأخذ في عين الاعتبار قيمة الخسارة في المصالح الاستراتيجية والاقتصادية والسياسية بالاضافة الى كل شيء آخر استثمره العرب والاسرائيليون مع الامريكيين من اجل تعزيز التعاون الاقتصادي في المنطقة.

واضاف ان الفرص لعقد مشاريع تجارية جديدة بين العرب والاسرائيليين وهو الامر الذي كانت تهدف اليه المكاتب التجارية الاسرائيلية في بعض العواصم العربية قد توقفت لاجل غير مسمى مما يشكل ايضاً كارثة تجارية سببتها الانتفاضة.

ووفقاً لانطوني فان هناك كارثة اخرى حلت بالسياحة وهي من اهم الدعائم الاقتصادية في الكيان الصهيوني وحجر الزاوية لمصر والاردن. حيث قال «الكساد في السياحة بسبب الانتفاضة الفلسطينية كان كبيراً فاذا كانت الارقام التي تتعلق بالسياحة في اسرائيل"هي بطريقة ما دليل على ما يمكن ان يكون حصل في مصر والاردن فانه من الجدير بالملاحظة وفقاً للتقرير الذي نشر في 27 تشرين الثاني «نوفمبر» ان حجم السياحة في اسرائيل قد انخفض بنسبة 40% منذ بدءالانفاضة»ويقول التقرير في نهايته ان الرسالة الواضحة الموجهة الى البيروقراطيين في واشنطن كانت «ان حكومة الولايات المتحدة كانت غير انسانية وغير صادقة» وقد عزز ذلك الرأي بين المسؤولين والشعوب على حد سواء في تجاوبهم مع ما يحدث في فلسطين"ان الامريكيين لم يكونوا غير صادقين مع مبادئهم المعلنة وقيمهم وحسب بل كانوا غير عادلين.